في ظل التطور الذي نعاصره لم يعد ترطيب البشرة وتنظيفها هو كل ما يمكن فعله للحصول على النضارة والإشراق الدائمين، فهناك الكثير من المفاهيم التي تغيرت في عالم الجمال.
و الميكروبيوم الجمالي هو ذاك النظام البيولوجي الذي يعمل كخط دفاعي للحفاظ على صحة البشرة وتوازنها، وقد أدرك الخبراء في عالم التجميل قيمتها الكبيرة والتي لا تقل أهمية عن مستحضرات ومنتجات العناية بالبشرة؛ بل وقد تتفوق عليها.
في هذا التقرير نسلط الضوء بالتفصيل على عالم الميكروبيوم الجمالي وكيف تستفيد به البشرة.
ما هو الميكروبيوم الجلدي؟
الميكروبيوم هو مجموعة الكائنات الحية ضئيلة الحجم، التي تتواجد على الطبقة الخارجية من البشرة، وتختلف من شخص لآخر باختلاف العمر والنمط المعيشي وكذلك نوع البشرة، كما يختلف تبعا للبيئة التي يعيش فيها.
تلك الكائنات الدقيقة الموجود على الجلد ليس كائنات سلبية أو ضارة، بل هي مجتمع متكامل من النظام الصحي للجلد، حيث يلعب دورًا حيويًا في تحسين صحته، وحمايته من الميكروبات الضارة، لهذا فإنه من الأهمية بمكان الحفاظ على هذا النظام صحيًا للحصول على بشرة نضرة ومشرقة.
ما أهمية الميكروبيوم الجمالي للبشرة؟
تتمحور الوظيفة الأساسية للميكروبيوم حول تعزيز المناعة للجلد، ولكن بشرط أن تكون هذه الكائنات الدقيقة متوازنة، حينها تعمل على حماية البشرة من تكاثر البكتيريا والفطريات التي تتسبب في تهيج البشرة واصابتها بالالتهاب وحب الشباب وغيرها من المشاكل الأخرى.
كما تستفيد البشرة من هذا المجتمع الصغير في اتجاه آخر، إذ أنه يحفز إنتاج مواد طبيعية تساعد على ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف، ومن العوامل الجوية الضارة التي قد تؤثر بالسلب على صحة الجلد.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال حدوث اختلال للميكروبيوم الجلدي، فحتمًا ستصاب البشرة بمشكلات كثيرة، على رأسها حب الشباب، الإكزيما، والالتهابات، وقد يصل الأمر إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة.
وتحدث الاختلالات في توازن الميكروبيوم بسبب ممارسات خاطئة مثل الاستخدام المبالغ فيه للمطهرات والصابون، أو عمل تقشير متتالي للبشرة، وأيضًا استخدام مواد تحتوي على كيماويات ضارة.
ونظرًا للأسباب السابق ذكرها، فقد أصبح روتين العناية بالبشرة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على المستحضرات والطرق التي تحافظ على توازن الميكروبيوم الجلدي، إذ يعد هذا سر من أسرار البشرة النضرة والمتألقة.
اقرأ أيضًا: أسباب سواد الشفايف وأفضل طرق علاجه
كيف يمكن للبشرة الاستفادة من الميكروبيوم الجمالي؟
تتوالى الأبحاث حول الطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة بهذه الكائنات، حيث ظهرت تقنيات مستحدثة ومستحضرات تستهدف الميكروبيوم بشكل مباشر، وذلك وفق البصمة الخاصة بكل شخص، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لمعرفة الطرق المقترحة للاستفادة.
ويمكن الاستفادة من الميكروبيوم الجمالي للبشرة باستخدام روتين العناية ويتضمن خطوات ونصائح عدة، أبرزها ما يأتي:
- التغذية الصحية السليمة من خلال إدخال الخضروات والفواكه الطازجة في النظام الغذائي اليوم، مع ضرورة تناول الزبادي وغيرها من الألبان المختمرة، حيث أنها تدعم توازن الميكروبيوم داخليًا بشكل كبير.
- الحصول على منتجات البروبيوتك للبشرة، وهذه المادة عبارة عن بكتيريا نافعة، يتم استخدامها في المستحضرات الخاصة بالعناية بالبشرة مثل: السيرومات، الكريمات، والأقنعة، وتعمل على تعزيز نمو البكتيريا النافعة التي تستوطن الغلاف الخارجي للجلد.
- ينبغي عدم الإفراط في تنظيف البشرة وتقشيرها باستخدام المستحضرات القوية التي تحتوي على مواد كيميائية تضر بالتوازن الميكروبي للبشرة، فيفضل اختيار المقشرات والمنظفات التي تحتوي على مواد لطيفة ولا تحتوي على الكبريتات.
- عمل ترطيب دائم للبشرة باستخدام المنتجات المناسبة لنوع البشرة، فهذا من شأنه تعزيز توازن الميكروبيوم في البشرة.